في هذا المقال اتكلم عن تاريخ اليابان بمعلومات جديدة على بعضكم قد تصدمكم ... قد يكون طويل ولكنه ممتع ...ومقسم إلى عناوين يمكنكم قراءة ما شئتم منها ..
مقدمة :
ونبدأ بـ لماذا دخلت اليابان عصر التاريخ متأخرة عن جيرانها الآسيويين كالصين والهند!؟ السبب عزلة اليابان الجغرافية، حيث كانت اليابان ترفض العقود التجارية مع أي دولة وترفض وجود أجانب وغرباء. بالطبع هذا قبل آلاف السنين قبل نهضة اليابان ... حيث عرفت اليابان نهضتها الأولى بعد دخول البوذية، وتم فيها اقتباس `العديد من روافد الحضارة الصينية. و رغم تأثر الحضارة اليابانية الواضح بالصين، ولكن شقت الحضارة لنفسها طريقا مميزا. حيث انطلقت النهضة الثانية عندما شرع في اقتباس العلوم والمعارف الغربية في القرن الثامن عشر للميلاد اي قبل اكثر من اكثر من 350 عام
بداية تاريخ الحضارة اليابانية :
يبدأ تاريخ اليابان قبل حوالي 2677 سنة في 660 قبل الميلاد مع المرحلة البدائية و التي سهلت تكوين نظام مركزي بعد ذلك ب 400 سنة أي في عام 220 قبل الميلاد.
حيث كانت الديانة الغالبة هي الـ (شينتوليزم) و كلمة شينتو تعني طريق الآلهة والأرواح وهي ديانة تمجد الأرواح و قوى الطبيعة و التي كان لها تأثير كبير على السلوك و التفكير.
إلى ماذا ترجع أصول اليابانيين!؟ هل حقا كما كنا نتوقع من اصول صينيه ؟
والجواب : حسب ما جاء في الروايات و الأساطير فإن الياباني متكون من مزيج من مواطنين أصليين و مستعمرين مغول و ماليزيين حيث تعود الحضارة اليابانية إلى عام 560 قبل الميلاد أي أن أول وجود لحضارة يابانية يعود الى ما قبل 2577 عام😮 .
مارس اليابانيون الرياضات المائية و كانت الرياضة البدنية عندهم متأثرة بالمبادئ اليابانية و خاصة الدفاع عن النفس التي تتم عن طريق الخفة و الرشاقة ،زرعت هذه السلوكيات و التمارين البسيطة عند الشعب الياباني معاني الشجاعة و الصحة والقوة مؤكدة كل معاني التضحية التي تذهب إلى حد الانتحار الرسمي (أراكيري) و اليابان مثلها مثل الشعوب البدائية للشرق الأقصى فإن تاريخ اليابان يرتكز على الأساطير و الخرافات.
وحتى مائة عام مضت ، لم يكن الغرب ، يعرف شيئاً عن اليابانيين وقد ظلت اليابان معزولة تماما عن العالم الخارجي لبعدها عن قارة اوروبا ولان في ذلك الوقت لم توجد بعد الأقمار الصناعية وغيرها من ادوات البحث.
طيلة 250 عاماً ، لم يكن يسمح لأي أجنبي بدخول البلاد (فيما عدا بعض التجار الهولنديين ) كما انه لم يكن مسموحا لأي ياباني بمغادرتها! ...
وقد ظلت على هذا الحال حتى عام 1853 عندما وصل القبطان (بيري)على ظهر سفينة حربية أمريكية ، يحاول إقناع اليابانيون ولو" بالقوة" بأن يفتحوا أبواب بلادهم في وجه التجارة الخارجية ، وبعد ذلك بدأ الناس يعرفون بعض الشيء عن البلاد وعن أهلها.
منازل اليابانيون :
ولو تعمقنا في حضارة اليابان لوجدنا أنها من أعظم وأقدم الحضارات ولازال الكثير من طابع تلك الحضارة القديمة يخيم على أهلها في وقتهم الحاضر وهذا يظهر جليا في منازلهم حيث أنه كثيرا ما نسمع بأن منازلهم مصنوعة من ورق وهذا غير صحيح ، فالجدران الخارجية تصنع عادة من الخشب والسقف من الحطب ،وبين الغرف حواجز متحركة تصنع من الورق السميك الذي يسمح بمرور الضوء ويرسم عليها طيوراً وزهوراً ومناظر طبيعية خلابة وفي غاية الجمال تجذب الناظر إليها وتدعو إلى الاسترخاء ، وأبوابها متحركة منزلقة يسهل فتحها , الحجرة تكون مفتوحة على الحجرة المجاورة ومثل هذا الطراز من المنازل لطيف جداً في الصيف ولكنه بارد في الشتاء ولاسيما إذا لم يكن به سوى تلك الوسيلة التقليدية للتدفئة وهي إناء كبير صيني يطلقون عليه اسم (هيباشي) ويضعون فوقه بعض الجمرات من الفحم المتوهج وحاليا مثل هذه الوسائل للتدفئة تستخدم في الريف .
والعجيب في تقاليدهم أن المنزل التقليدي خالي من الأسرة والمقاعد ، وكل فرد يجلس على وسادة مسطحة ،أما في الليل ينامون على ألحفة تطوى في النهار وتحفظ في صوان كبير .
الطعام الياباني :
وعندما نأتي على عادات الطعام عند اليابانيين فهم يأكلون قدراً كبيراً من الأرز ، ومغرمون بالسمك ولاسيما وهو نيء >.< بعد تتبيله بصلصة فول الصويا ،ويحبون الفطائر الحلوة المصنوعة من دقيق الفول ...
ومن المذهل أنهم قبل 100 عام لم يكونوا يذوقون لحم أي حيوان من ذي أربع لأنهم كانوا يعتبرونه قذراً ، وحالياً هم يأكلون لحوم الأبقار والخنازير.
أما بالنسبة للمشروبات فالمشروب الرئيسي هو الشاي فهم مغرمون بالشاي الأخضر ذو اللون الاخضر المائل للون الاصفر.
اللغة والكتابة :
اليابانيون بالرغم من أن لهم حضارة عريقة إلا أنهم لم يخترعوا حروفاً لهم! بل اقتبسوا الطريقة الصينية للكتابة في البداية ، وهي طريقة لا تتفق مع لغتهم إذ إنها غاية في الصعوبة ، وهنا اجتمعت صعوبة اللغة اليابانية مع صعوبة الكتابة المقتبسة من الصينية والتي تدعى (الكانجي) . حيث في الشرق الآسيوي القديم كانت الصين تزهو على الشعوب المجاورة لها بما لديها من تاريخ مكتوب، وآداب مدونة، وقوانين محفوظة تحكم نصوصها المجتمع، وتدار بموجبها شؤون البلاد، وهذا ما كان يميز دولة الحضارة الصينية لذلك أخذت الحضارة اليابانية طريقة كتابتهم ولكن بسبب الصعوبة الناتجة قرر اليابانيون خاصة النساء ان يكتشفوا حروف خاصة بهم تكون اسهل .
التميز الثقافي و اكتشاف حروف كانا :
اليابان لم تتعرف على الحضارة إلا بعد القرون الثلاثة الأولى من الميلاد، عندما استعارت مقاطع الكتابة الصينية (الكانجي)، كي تحاكي النظم الصينية فى إدارة البلاد.
إلا أنه كان لابد من ابتكار حروف يابانية تعبر عن ثقافة وأفكار شعب , وتكون اسهل . قامت النساء اللواتي يعملن في محاكم الإمبراطورية اليابانية بأختراع الهيراغانا لتسهيل عملية التدوين في المحاكم ثم تم استخدامها من قبل الرجال بعد ان وجدوها أسهل وهكذا تم اعتمادها على مستوى البلاد
لكنهم احتفظوا أيضاً بمقاطع (الكانجي) حتى لا يمنعهم تفردهم الثقافي من التواصل الحضاري مع القارة الآسيوية. وقد كان اكتشاف اليابانيين لتميزهم الثقافي مبكراً، مقارنة بمن حولهم مثل كوريا.
بعد ذلك كانت الإفادة سريعة. ففي أوائل القرن الثامن الميلادي نجح اليابانيون في أن يكون لهم تاريخ مدون، و تراث شفاهي تم تجميعه وتدوينه؛ فقد نجحوا في تجميع ماكان متوارداً شفاهياً من الأساطير، ومن الأشعار وجمعوها في كتب مثل ”كوجيكي“ (سجل الأحداث القديمة ٧١٢ م)، ثم ”نيهون شوكي“ (تاريخ اليابان ٧٢٠ م) و”مانيوشو“ (مجموعات القصائد الشعرية ٧٥٩ م).
أعتقد ان المساهمة الحقيقية في الإبداع كان حين تحرر ”كينو تسورا يوكي“ (٨٦٨-٩٤٥) من عمله الحكومي، وانطلق يعبر عن مشاعره وأفكاره بل وأحزانه فى مذكرات رحلته من مقاطعة ”توسا“ حيث أنهى حياته العملية عائدا إلى العاصمة على ظهر مركب صغير تتقاذفه الأمواج، ولأول مرة يكتب رجل بالأبجدية اليابانية (كانا) في كتابه الأشهر ”مذكرات توسا“ (٩٣٤ م)، ويفتح بذلك عصراً جديداً أمام المساهمات اليابانية في الحضارة الإنسانية، ويفتح أمامنا أيضا صفحة للمعرفة نرى فيها فكر ومعتقدات اليابانيين في القرن العاشر .
كانت عبارته الشهيرة: ”أحاول كإمرأة أن أكتب مذكرات، والتي أسمع أن الرجال أيضاً يكتبونها“. حيث كانت النساء فقط من تكتب الكتب قديما في اليابان!
الخاتمة :
لكون اليابان حضارة عريقة وشعب أسطوري له من القصص العجيبة الكثير , و لكون شعب اليابان لديه قيم ومبادئ وأخلاق حميدة واحترام للآخر (على الرغم أن قيمهم لا ترجع الى ديانات سماوية) . وهذا هو السبب الرئيسي -الى جانب الاهتمام بالعلم- في تطور اليابان حتى بعد دمارها في الحرب العالمية الثانية استطاعت ان تكون كوكب آخر في اقل من 50 سنة

تعليقات
إرسال تعليق
شُكرًا لك جدًّا على التَّعليق. ♡