التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأنمى .. ما بين المتعة و العقيدة !!

بالطبع تابعنا جميعاً أنمى واحد على الأقل يتعرض لموضوع " الآلهة " .. بدايةً بديث نوت , مروراً بنورجامى الذى قصته كلها تتحدث عن فتى يريد أن يصبح إلهاً .. و حتى الكيميائي المعدنى قد تناول لمحاتٍ إلحادية على الهامش ..




قد يدفع هذا بعض المترجمين إلى استخدام لفظ بديل لكلمة "إله" , حفاظاً على قدسية الكلمة لمن يهتم لها ..


فى حالة ديث نوت , ريوك كان " شينيغامى" و معناها إله الموت .. المترجمين يكتبون كلمة شينيغامى مباشرةً و هذا مخالف لقواعد الترجمة و اللغة .. !


هذا يدفعنا لطرح سؤال مهم .. هل هذا يعتبر تحريف ؟ أم تهذيب ؟! 



-------------------------------




-------------------------------



يجب أن نبدأ حديثنا بذكر أن اليابان موطن الأنمى , هى عموماً بلاد تعتبر الدين جزء من التراث الشعبي أكثر منه ديانة , و أغلب الديانات المنتشرة هناك هى البوذية و الشنتو و بعض المسيحية أو مزيج بينهم !! 


يحتفل في اليابان بالأعياد والمناسبات التي تجرى على مدار السنة والتي تتبع مختلف الديانات خاصة الشنتو والبوذية، حيث يتردد معظم سكان اليابان على المعابد البوذية وأضرحة الشنتو في المناسبات المختلفة، بالإضافة إلى إقامة البعض لحفلات الزفاف في الكنائس.


 حيث يذهب اليابانيون إلى أضرحة الشنتو في رأس السنة، كما يحتفلون بطقس ”أوبون“ الذي يتبع البوذية وتقام طقوس الدفن في الغالب على الطريقة البوذية، ويتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على الطريقة المسيحية. ويعود ذلك لأن الشعب الياباني ليس لديه إدراك أو وعي تجاه دين معين في خلفيته الثقافية. لذلك فمن الصعوبة بمكان للأشخاص الذين يقدسون الدين والعقيدة أن يتفهوا وجهة النظر اليابانية بشكل عام تجاه موضوع الدين.


 وبالنسبة للمراسم الجنائزية في اليابان فهي وفقاً لقواعد البوذية والشنتوية والمسيحية أو ليس لها علاقة بالدين، ولكن الجزء الأكبر منها يتم وفقا للديانة البوذية. وتتمثل المراسم الجنائزية البوذية في قراءة الرهبان السوترا ونعي الفقيد. ويتم السخرية من البوذية اليابانية والتي تتعلق معظم الفروض والواجبات بها بالشعائر الجنائزية لدرجة أن البعض يطلقون عليها ”بوذية الجنازات“. ٩٠,١٪ من الجنازات في اليابان تقام على الطريقة البوذية تليها ٣,٤٪ على طريقة الشنتو ثم ٢,٤٪ على شكل مراسم غير دينية.


بالتالى , تعرضهم للدين فى أعمالهم , هو عرض للثقافة و ليس الدين .. هم يعتبرون الدين ثقافة أو طابع خاص بالفرد باختصار .. 



الآن , تلك الأنميات يتم توزيعها إلى بلاد عربية , و التى الدين يمثل لها اكثر من مجرد طقس , بل هو عقيدة و حياة , هذا التوزيع يتم" دون حقوق بيع" بل تأتي إلينا عبر الانترنت .. 

الآن انت من طرقت ذلك الباب .. و لنعد لإجابة السؤال ..

لقد خضت و شريكتى بالمدونة نقاشاً حول هذا الأمر , و لحسن الحظ اننا مختلفتي الفكر , متفقتي الروح .. لذا سيظهر أمامكم رأيان مختلفان :

-------------------------------


#NANO : أنا أرى أننا دخلاء على هذا الفن الذى يقدمه اليابانيون .. فى نفس الوقت , هومجرد فن !


و كذلك أنا مسلمة , ليس الأمر أن عقيدتى ستتأثر بتلك التفصيلة أم لا , ليست المشكلة فى الفعل , فأنا انظر لأشياء كريوك مثلاً على انه شئ خيالى جانبي ليس مؤثراً و لم يقم أحد بعبادته أو تقديم قرابين له مثلاً ! .. لكن أرى أنه من الإجلال , احترام لفظ مقدس ككلمة "إله" فى ديننا .. هو تبجيل لله فى قلوبنا .. لا أرى أي مشكلة فى استبدال كلمة معينة قد تسبب حساسية ما عند قرائتها , ليس للضرر الواقع منها , بل لحفظ سمو الكلمة ليس أكثر .. ليس من الجيد أن يجد الأطفال و المراهقين كلمة " إله " و " الرب " تتردد هكذا بلا تفكير , ستفقد الكلمة عمقها و هيبتها .. و نحن دين قلوب

طالما أنه لا يتم ترجمة كتاب ديني , أو نص أثري , أوشئ سيضر بعدم استخدام اللفظ الصريح .. طالما أنه لم يتعدى نطاق عمل أدبي و فنى .. ليس لدي مشكلة و لا أراها تنقص من المترجم فى شئ ..


-------------------------------



#Ticna : على الجانب الآخر , ترى شريكتى أن المبدأ الأساسي : هو نقل الأحاديث عن الغير بأمانة .. فهذا هو ميثاق شرف الترجمة و العمل الأدبي .. فى النهاية انت تنقل ما يقوله الآخر و لا تقول وجهة نظرك انت , الأمر ليس محلاً لاعتباراتك الشخصية , فإن كنت ترى أنك لا تستطيع ذلك فلتتنحى ببساطة , فنحن من نقوم بترجمة الأعمال بملئ إرادتنا , فإن كانت لا تعجبنا يمكننا تجاهلها , أيضاً للمشاهد قراره و دوره فى الحكم إن كان يريد المتابعة أم لا , ففى النهاية عليك أمانة النقل و الموضوعية و عليه هو الاختيار .. و الأمر بكل الأحوال لا يمس عقيدتك , بل هى وجهة نظرهم هم و هم  يعبرون عن أنفسهم و ثقافتهم لا عنك .. 

بالنهاية الهدف إيصال المعنى بشكل دقيق , فالكلمة تختلف فى الرمز و المعنى و المفهوم و نفس الكلمة تختلف من حال لأخرى و من طريقة إخراج صوتى لأخرى .. فرضاً إن كان العمل يعتمد على الفولكلور الدينى ؟ الموضوع ببساطة , أن تتقبله كما هو أو تتجنبه ..


-------------------------------

هاتان وجهتى نظر مختلفتان , و لكل منها منطقها , نحب أن نسمع آراء متابيعنا فى هذه النقطة


-------------------------------



المصدر : http://www.nippon.com/ar/features/jg00039/

-------------------------------


#YOON 🌸

تعليقات

  1. أنا مع هذا النَص تحديدًا: " ليس من الجيد أن يجد الأطفال و المراهقين كلمة " إله " و " الرب " تتردد هكذا بلا تفكير , ستفقد الكلمة عمقها و هيبتها .. و نحن دين قلوب ♥
    طالما أنه لا يتم ترجمة كتاب ديني , أو نص أثري , أوشئ سيضر بعدم استخدام اللفظ الصريح .. طالما أنه لم يتعدى نطاق عمل أدبي و فنى .. ليس لدي مشكلة و لا أراها تنقص من المترجم فى شئ .."

    ردحذف

إرسال تعليق

شُكرًا لك جدًّا على التَّعليق. ♡

الأكثر قراءة لهاذا الأسبوع\(*^▽^*)/

إشعار بنقل النَّشاط

أعزائي متابعينا عبر البريد هذه رسالةٌ سريعةٌ جدًّا نحيطكم بها علمًا بشكلٍ سريع بأننا سننقل نشاطنا إلى النِّطاق الفرعي (بلوج اسبوت) مجدَّدًا لما له من مميزات، وسنغير اسمنا إلى اسم مشروع مجلَّتنا (جوكوتشي)، سنكون (Jukuchi.blogspot.com).لمن لم يسمع بنشاطنا الجديد سأوضِّحه لاحقًا. (خلود شكر Ticna)

حضارة نيهون .. بدايتها وتقدمها

في هذا المقال  اتكلم عن تاريخ اليابان بمعلومات جديدة على بعضكم قد تصدمكم ... قد يكون طويل ولكنه ممتع ...ومقسم إلى عناوين يمكنكم قراءة ما شئتم منها ..

بالصُّدفة ‏وأنا ‏أشاهد فنجان ‏قهوة

من فن الرسم على وجه القهوة ☕ شخصية  No-Face ( カオナシ, Kaonashi) إحدى شخصيات فلم الأنمي الياباني الشهير ( 千と千尋の神隠し) أو Spiriting Away أو المعروف عربياً باسم المخطوفة. الفلم من إخراج و تأليف السيد القدير (Hayao Miyazaki). تم إطلاقه عام (2001) وحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما اليابانية، و حصل على إشادة كبيرة من النقاد حول العالم متجاوزاً بذلك فلم تايتنك الشهير، الفلم فائز بجائزة الأوسكار لأفضل فلم رسوم متحركة، و جائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الدولي بالتعادل مع فلم (Bloody Sunday)، و مُدرج في قائمة معهد الأفلام البريطانية كأفضل خمسين فلمًا للأطفال حتى سن الرابعة عشرة، و حصل على المركز الرابع في تصويت (عام 2016) على أفضل فلم للقرن الحادي و العشرين، و قد تم اختياره بواسطة (177)من النقاد حول العالم، بلغت إيرادات الفلم (30.4 بليون ين) أي ما يعادل (289.1 مليون دولار 💵) مقابل ميزانية بلغت (1.9 بليون ين) أي ما يعادل (15–19 مليون دولار 💵) كذلك سميَّ ثاني أفضل فلم للقرن الحادي و العشرين من قبل صحيفة (New York Times) عام (2017). بصراحة يكفي فقط أنه من إخراج و تأليف السي...